فصل: (سورة القمر: الآيات 23- 32):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{مِنَ الْأَنْباءِ} من القرآن المودع أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة، وما وصف من عذاب الكفار {مُزْدَجَرٌ} ازدجار أو موضع ازدجار. والمعنى: هو في نفسه موضع الازدجار ومظنة له، كقوله تعالى: {لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أي هو أسوة. وقرئ {مزدجر} بقلب تاء الافتعال زايا وإدغام الزاى فيها {حِكْمَةٌ بالِغَةٌ} بدل من ما. أو على: هو حكمة. وقرئ بالنصب حالا من ما. فإن قلت: إن كانت ما موصولة ساغ لك أن تنصب حكمة حالا، فكيف تعمل إن كانت موصوفة؟ وهو الظاهر. قلت: تخصصها الصفة: فيحسن نصب الحال عنها {فَما تُغْنِ النُّذُرُ} نفى أو إنكار. وما منصوبة، أي: فأى غناء تغنى النذر {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} لعلمك أن الإنذار لا يغنى فيهم. نصب {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} بيخرجون، أو بإضمار اذكر.
وقرئ بإسقاط الياء اكتفاء بالكسرة عنها، والداعي إسرافيل أو جبريل، كقوله تعالى: {يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ}. {إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ منكر} فظيع تنكره النفوس لأنها لم تعهد بمثله وهو هول يوم القيامة. وقرئ: {نكر} بالتخفيف، و{نكر} بمعنى أنكر {خُشَّعًا أَبْصارُهُمْ} حال من الخارجين فعل للأبصار وذكر، كما تقول: يخشع أبصارهم. وقرئ: {خاشعة}، على: تخشع أبصارهم. و{خشعا}، على: يخشعن أبصارهم، وهي لغة من يقول: أكلونى البراغيث، وهم طيئ. ويجوز أن يكون في {خُشَّعًا} ضميرهم، وتقع {أَبْصارُهُمْ} بدلا عنه. وقرئ. {خشع أبصارهم}، على الابتداء والخبر، ومحل الجملة النصب على الحال. كقوله:
وجدته حاضراه الجود والكرم

وخشوع الأبصار: كناية عن الذلة والانخزال، لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما. وقرئ: {يخرجون من الأجداث}: من القبور {كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ} الجراد مثل في الكثرة والتموّج. يقال في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض: جاءوا كالجراد، وكالدبا منتشر في كل مكان لكثرته {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} مسرعين مادّى أعناقهم إليه. وقيل: ناظرين إليه لا يقلعون بأبصارهم. قال:
تعبّدتى نمر بن سعد وقد أرى ** ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

.[سورة القمر: الآيات 9- 17]:

{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنا جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)}.
{قَبْلَهُمْ} قبل أهل مكة {فَكَذَّبُوا عَبْدَنا} يعنى نوحا. فإن قلت: ما معنى قوله تعالى: {فَكَذَّبُوا} بعد قوله: {كَذَّبَتْ}؟ قلت: معناه: كذبوا فكذبوا عبدنا أي: كذبوه تكذيبا على عقب تكذيب، كلما مضى منهم قرن مكذب تبعه قرن مكذب. أو كذبت قوم نوح الرسل فكذبوا عبدنا، أي: لما كانوا مكذبين بالرسل جاحدين للنبوّة رأسا: كذبوا نوحا، لأنه من جملة الرسل {مَجْنُونٌ} هو مجنون {وَازْدُجِرَ} وانتهروه بالشتم والضرب والوعيد بالرجم في قولهم {لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ} وقيل: هو من جملة قيلهم، أي: قالوا هو مجنون، وقد ازدجرته الجن وتخبطته وذهبت بلبه وطارت بقلبه. قرئ: {أنى}، بمعنى: فدعا بأنى مغلوب. وإنى: على إرادة القول، فدعا فقال: {إنى مغلوب} غلبني قومي، فلم يسمعوا منى واستحكم اليأس من إجابتهم لي {فَانْتَصِرْ} فانتقم منهم بعذاب تبعثه عليهم، وإنما دعا بذلك بعد ما طم عليه الأمر وبلغ السيل الربا، فقد روى: أنّ الواحد من أمّته كان يلقاه فيخنقه حتى يخر مغشيا عليه. فيفيق وهو يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وقرئ: {ففتحنا} مخففا ومشدّدا، وكذلك و{فجرنا} {مُنْهَمِرٍ} منصب في كثرة وتتابع لم ينقطع أربعين يوما {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا} وجعلنا الأرض كلها كأنها عيون تتفجر، وهو أبلغ من قولك: وفجرنا عيون الأرض ونظيره في النظم {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}. {فَالْتَقَى الْماءُ} يعنى مياه السماء والأرض. وقرئ: {الماءان}، أي: النوعان من الماء السماوي والأرضى. ونحوه قولك: عندي تمران، تريد: ضربان من التمر: برني ومعقلي. قال:
لنا إبلان فيهما ما علمتم

وقرأ الحسن: {الماوان}، بقلب الهمزة واوا، كقولهم: علباوان {عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} على حال قدرها اللّه كيف شاء. وقيل: على حال جاءت مقدّرة مستوية: وهي أن قدر ما أنزل من السماء كقدر ما أخرج من الأرض سواء بسواء. وقيل: على أمر قد قدر في اللوح أنه يكون، وهو هلاك قوم نوح بالطوفان {عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ} أراد السفينة، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات فتنوب منابها وتودى مؤداها. بحيث لا يفصل بينها وبينها. ونحوه:
ولكن قميصي مسرودة من حديد

أراد: ولكن قميصي درع، وكذلك:
ولو في عيون النّازيات بأكرع

أراد: ولو في عيون الجراد. ألا ترى أنك لو جمعت بين السفينة وبين هذه الصفة، أو بين الدرع والجراد وهاتين الصفتين: لم يصح، وهذا من فصيح الكلام وبديعه. والدسر:
جمع دسار: وهو المسمار، فعال من دسره إذا دفعه، لأنه يدسر به منفذه {جَزاءً} مفعول له لما قدم من فتح أبواب السماء وما بعده، أي فعلنا ذلك {جزاء لِمَنْ كانَ كُفِرَ} وهو نوح عليه السلام، وجعله مكفورا لأنّ النبي نعمة من اللّه ورحمة. قال الله تعالى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ} فكان نوح عليه السلام نعمة مكفورة، ومن هذا المعنى ما يحكى أنّ رجلا قال للرشيد: الحمد للّه عليك، فقال: ما معنى هذا الكلام؟ قال: أنت نعمة حمدت اللّه عليها. ويجوز أن يكون على تقدير حذف الجار وإيصال الفعل. وقرأ قتادة: {كفر}، أي جزاء للكافرين. وقرأ الحسن: {جزاء}، بالكسر: أي مجازاة. الضمير في {تَرَكْناها} للسفينة. أو للفعلة، أي: جعلناها آية يعتبر بها. وعن قتادة: أبقاها اللّه بأرض الجزيرة. وقيل: على الجودي دهرا طويلا، حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة. والمدكر: المعتبر. وقرئ: {مذتكر}، على الأصل. و{مذكر}، بقلب التاء ذالا وإدغام الذال فيها. وهذا نحو: مذجر. و{النذر}: جمع نذير وهو الإنذار {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ} أي سهلناه للادكار والاتعاظ، بأن شحناه بالمواعظ الشافية وصرفنا فيه من الوعد والوعيد {فَهَلْ مِنْ} متعظ. وقيل: ولقد سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه ليعان عليه. ويجوز أن يكون المعنى: ولقد هيأناه للذكر، من يسر ناقته للسفر: إذا رحلها، ويسر فرسه للغزو، إذا أسرجه وألجمه. قال:
وقمت إليه باللجام ميسرا هنالك ** يجزيني الذي كنت أصنع

ويروى: أن كتب أهل الأديان نحو التوراة والإنجيل لا يتلوها أهلها إلا نظرا ولا يحفظونها ظاهرا كما القرآن.

.[سورة القمر: الآيات 18- 22]:

{كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَكانَ عَذابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22)}.
{وَنُذُرِ} وإنذارى لهم بالعذاب قبل نزوله. أو إنذار أتى في تعذيبهم لمن بعدهم {فِي يَوْمِ نَحْسٍ} في يوم شؤم. وقرئ: {في يوم نحس}، كقوله: {فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ}. {مُسْتَمِرٍّ} قد استمر عليهم ودام حتى أهلكهم. أو استمر عليهم جميعا كبيرهم وصغيرهم، حتى لم يبق منهم نسمة، وكان في أربعاء في آخر الشهر لا تدور. ويجوز أن يريد بالمستمر: الشديد المرارة والبشاعة {تَنْزِعُ النَّاسَ} تقلعهم عن أماكنهم، وكانوا يصطفون آخذين أيديهم بأيدى بعض. ويتدخلون في الشعاب، ويحفرون الحفر فيندسون فيها فتنزعهم وتكبهم وتدق رقابهم {كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} يعنى أنهم كانوا يتساقطون على الأرض أمواتا وهم جثث طوال عظام، كأنهم أعجاز نخل وهي أصولها بلا فروع، {منقعر}: منقلع: عن مغارسه. وقيل: شبهوا بأعجاز النخل، لأنّ الريح كانت تقطع رؤوسهم فتبقى أجسادا بلا رؤوس. وذكر صفة نَخْلٍ على اللفظ، ولو حملها على المعنى لأنث، كما قال: {أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ}.

.[سورة القمر: الآيات 23- 32]:

{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقالوا أَبَشَرًا مِنَّا واحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32)}.
{أَبَشَرًا مِنَّا واحِدًا} نصب بفعل مضمر يفسره {نَتَّبِعُهُ} وقرئ: {أبشر منا واحد}، على الابتداء. و{نتبعه}: خبره، والأوّل أوجه للاستفهام. كان يقول: إن لم تتبعوني كنتم في ضلال عن الحق، و{سعر}: ونيران، جمع سعير، فعكسوا عليه فقالوا: إن اتبعناك كنا إذن كما تقول. وقيل: الضلال: الخطأ والبعد عن الصواب. والسعر: الجنون. يقال: ناقة مسعورة. قال:
كأنّ بها سعرا إذا العيس هزّها ** ذميل وإرخا من السّير متعب

فإن قلت: كيف أنكروا أن يتبعوا بشرا منهم واحدا؟ قلت: قالوا أبشرا: إنكارا لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية، وطلبوا أن يكون من جنس أعلى من جنس البشر وهم الملائكة، وقالوا {مِنَّا} لأنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى، وقالوا {واحِدًا} إنكارا لأن تتبع الأمّة رجلا واحدا. أو أرادوا واحدا من أفنائهم ليس بأشرفهم وأفضلهم، ويدل عليه قولهم {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا} أي أأنزل عليه الوحى من بيننا وفينا من هو أحق منه بالاختيار للنبوّة {أَشِرٌ} بطر متكبر، حمله بطره وشطارته وطلبه التعظم علينا على ادعاء ذلك {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} عند نزول العذاب بهم أو يوم القيامة {مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ} أصالح أم من كذبه. وقرئ: {ستعلمون} بالتاء على حكاية ما قال لهم صالح مجيبا لهم. أو هو كلام اللّه تعالى على سبيل الالتفات. وقرئ: {الأشر}، بضم الشين، كقولهم حدث وحدث. وحذر وحذر، وأخوات لها. وقرئ: {الأشر}، وهو الأبلغ في الشرارة. والأخير والأشر: أصل قولهم: هو خير منه وشر منه، وهو أصل مرفوض، وقد حكى ابن الأنبارى قول العرب: هو أخير وأشر، وما أخيره وما أشره {مُرْسِلُوا النَّاقَةِ} باعثوها ومخرجوها من الهضبة كما سألوا {فِتْنَةً لَهُمْ} امتحانا لهم وابتلاء {فَارْتَقِبْهُمْ} فانتظرهم وتبصر ما هم صانعون {وَاصْطَبِرْ} على أذاهم ولا تعجل حتى يأتيك أمرى {قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ} مقسوم بينهم: لها شرب يوم ولهم شرب يوم. وإنما قال: بينهم، تغليبا للعقلاء {مُحْتَضَرٌ} محضور لهم أو للناقة. وقيل: يحضرون الماء في نوبتهم واللبن في نوبتها {صاحِبَهُمْ} قدار بن سالف أحيمر ثمود {فَتَعاطى} فاجترأ على تعاطى الأمر العظيم غير مكترث له، فأحدث العقر بالناقة. وقيل فتعاطى الناقة فعقرها، أو فتعاطى السيف {صَيْحَةً واحِدَةً} صيحة جبريل. والهشيم، الشجر اليابس المتهشم المتكسر. و{المحتظر}: الذي يعمل الحظيرة وما يحتظر به ييبس بطول الزمان وتتوطؤه البهائم فيتحطم ويتهشم. وقرأ الحسن بفتح الظاء وهو موضع الاحتظار، أي: الحظيرة.

.[سورة القمر: الآيات 33- 40]:

{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِبًا إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40)}.